جديد المجلة:

>

الخميس، 26 يناير 2012

البرلمان بتاعنا

بقلم: حسين دؤلجالبرلمان بتاعنا

شاهدت الجلسة الثانية لمجلس الشعب (برلمان الثورة) .. شاهدت برلمانا حقا .. برلمانا يمثل الشعب لا برلمانا يمثل السلطة .. برلمانا نرى فيه أنفسنا ونحن نتجادل ونتناقش ونصول ونجول ونختلف ونتفق ... اليوم أحسست أن هناك برلمان يمثلنا كمصريين بميزاتنا وعيوبنا .. بما نحب ونكره.

اليوم كان هناك أناس يدافعون عن الشهداء وأناس يرون أن هناك قضايا أخرى من الأولى أن يتم فتحها وأناس يرون أن هذه المناقشات لا عائد منها تماما، تماما مثلما يحدث فى الشارع المصرى جدل بين الناس بينهم من يرى أن هذا البرلمان من يمثلنا فعلا وهناك من يرى أن هذا البرلمان وصمة عار على جبين مصر وهناك من يرى أن هذا البرلمان أدائه منذ البداية لا يتناسب مع الاحداث الجارية، وهناك من يرى أن هذا البرلمان سيكون فى يد المجلس العسكرى.

قد يرى البعض أن ذلك الاختلاف فى الآراء فى حد ذاته مصيبة وطامة كبرى ... ولكننى أختلف معهم فما يحدث هو شئ صحى ومفيد لمصر .. هذا الاختلاف يصب فى صالح الشعب .. بل نختلف ونتفق وفى النهاية نحن نعمل للصالح العام وليس لمصالحنا الشخصية.

ولكننى أوجه رسالة من مواطن مصرى إلى النواب وليست رسالة شكر ولكن رسالة تقدير وتحذير...

تقدير لأدائهم المقبول ولن أقول لهم الممتاز وليس ذلك ظلما وجورا بل لأننا نتوق إلى الأفضل.

ورسالة تحذير لأن هذا الشعب مسئولية فى أعناقكم إلى يوم الدين ستحاسبون عليهم أمام الله أولا وأخيرا وستحاسبون أمام التاريخ والشعب.

إن المسيرات والمظاهرات التى كانت أمام مجلس الشعب فى أول جلسة له ليست فى رأيى الشخصى إعتراضا على المجلس أو نوابه وإنما تحذيرا لكم من مجرد التفكير فى محاولة المراوغة أو إستغلال هذا الشعب، إنه تحذير شديد اللجهة لكم من أجل العمل لصالح مصر ولا وقت لديكم للتفكير حتى ... مجرد التفكير فى مصلحتكم الشخصية ولا أقول لكم سوى وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ويُولى علينا من يُصلح ويعمل الصالح لمصر.

فيوم الأربعاء 25 يناير 2011 كانت الذكرى الأولى لثورة 25 يناير 2011 خرج الملايين من الناس ليعبروا عن رأيهم وعن رفضهم للظلم البين عن طريق المحاكمات البطيئة والمستفزة للمخلوع وأعوانه.

عبروا عن رأيهم فى المجلس العسكرى مرددين: يسقط يسقط حكم العسكر ومطالبين بتسليم السلطة إلى رئاسة مدنية سواء أكان تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب فى هذه الفترة الانتقالية او التعجيل بإنتخابات الرئاسة.

هؤلاء الناس خرجوا ليقولوا للمجلس العسكرى ولمجلس الشعب ونوابه ... الشعب مازال متيقظا ولم ينم بعد ونحن لكم بالمرصاد ... المرحلة القادمة حاسمة فى تاريخ مصر .. المرحلة القادمة هى مرحلة دستور مصر الجديد الذى يولد بعد معانة طويلة من الظلم والاستبداد ومن الديكتاتورية ... بالأمس الشعب المصرى وبأغلبية ساحقة بعث برسالة إلى المجلس العسكرى ومجلس الشعب لن يستأثر احد بوضع الدستور الأغلبية الحقيقية هى أغلبية الشارع المصرى وليست أغلبية البرلمان أو سطوة المجلس العسكرى ..

ميدان التحرير بالأمس كان مليئا عن آخره بكل أطياف الشعب المصرى من مختلف التيارات ولسان حالهم يقول: البرلمان ليس ملكا لأحد سواء أكان حزبا أو فردا أو مؤسسة ... البرلمان ملكا للشعب ... البرلمان بقا بتاعنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق