اليوم كانت أولى جلسات مجلس الشعب (برلمان الثورة) وجاءت هذه الجلسة بعد ثورة 25 يناير التى ضحى فيها شباب مصر بأرواحهم الزكية فداء من أجل مصر ومن أجل الحرية.
جاء هذا البرلمان بعد أن ضحى شهداء مصر بأرواحهم من أجل أن يبقى هذا الشعب تحت مظلة الحرية وللقضاء على الظلم والفساد.
هذا البرلمان جاء بعد عهود عديدة من الظلام الدامس والفساد المستشرى فى بدن الأمة كالسرطان، بعد أن بُترت أذرع أخطبوط النظام.
هذا البرلمان والذى يراه البعض هو الأمل لتمثيل الثورة ولاستكمال مطالبها وللدفاع عن حقوق شعبها.
افتتح د. محمود السقا رئيس الجلسة - بصفته أكبر الأعضاء سنا – الجلسة بكلمة افتتاحية امتدح فيها ثورة 25 يناير شهدائها وطلب من الحضور الوقوف لقراءة الفاتحة على أرواحهم وبدأ الجلسة الإجرائية الأولى لمجلس الشعب وتمت تلاوة قرارات رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة رقم 199 لسنة 2011 ورقم 300 لسنة 2011.
كما تمت تلاوة قرارات السيد المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات رقم 50، 62، 84 لسنة 2011، ورقم 8، 17، 18، 23، 24 لسنة 2012 بشأن إعلان نتيجة الانتخابات.
كما أدى الأعضاء اليمين الدستورية بالجلسة مناداة بأسمهم حسب ترتيب المحافظات والتى لم تخلو من العديد من المفارقات كانت أولها المشادة التى حدثت بين د.محمود السقا الذي ترأس الجلسة الإجرائية بوصفه أكبر الأعضاء سنا وبين العضو ممدوح إسماعيل لمخالفة الأخير نص القسم الدستوري.
فعندما تلى إسماعيل القسم – رافعا لافتة مكتوب عليها "لابد من محاكمة مبارك محاكمة ثورية" - قال:'' أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على سلامة الوطن والنظام الجمهوري وأن أرعى مصالح الشعب وأن احترم الدستور والقانون'' مضيفا:'' فيما لا يخالف شرع الله''، وهنا اعترض د. محمود السقا رئيس الجلسة على ما قاله إسماعيل، وأصر على إعادة القسم مرة أخرى، فاعترض إسماعيل قائلا بأن د.محمود السقا خالف الاجراءات العامة بذكره للمبشرين العشرة على حد قوله، بينما اعترض عضو آخر على القسم بأنه قسم جاء على أى نظام جمهورى أم برلمانى بمعنى أنه قسم على شئ ليس موجودا، وأعاد العضو ممدوح إسماعيل القسم ثم قال تعقيبا فيما لا يُخالف شرع الله.
وعلى نهج إسماعيل سار عدد من نواب السلف، فيما انتهج آخرين مثل زياد العليمي مسارا آخر حيث أضاف للقسم جزء يتعلق بالحفاظ على الثورة حيث أقسم على استكمال الثورة، والشهداء، عضو أخر رفع لافتة مكتوب عليها "شهداء الثورة شكرا لن نبيع دماءكم".
كما لاحظنا أن بعض الاعضاء منهم د. عمرو حمزاوى كانوا متشحين بوشاح أصفر مكتوب عليه "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين". وبدوره الكتاتنى قد انتقد ذلك قائلا: "أنتم الآن لم تعودوا تطالبون أنتم من تنفذون ! انتم من تنفذون مطالب الشعب لا أن ترفعوا شعار".
وعندما قام الكتاتنى بأداء القسم تم التصفيق له من أغلب الحضور ما لم يحدث لباقى الأعضاء
ثم حدثت بعد ذلك مشادة كلامية بين النائب عصام سلطان ود. محمود السقا رئيس الجلسة لأن النائب عصام سلطان أراد أن يُعرف كل عضو بنفسه والتحدث عن برنامجه ثم تدخل النائب مصطفى بكري وطالب بالسماح لكل مرشح بالتعبير عن نفسه، وانتهت الأزمة بالسماح لكل مرشح بتقديم نفسه.
وتم اختيار سعد الكتاتنى رئيسا لمجلس الشعب بـ 399 صوتا مقابل 88 صوت لعصام سلطان و 10 أصوات ليوسف البدرى.
واستهل الكتاتنى كلمته قائلا: "لن يهدأ لنا بال، ولا تقر اعيننا حتى تستكمل الثورة كل اهدافها التى اقتلعت جذور الظلم والاستبداد ، فيجب علينا ان نسعى للتواصل على استعادة أهداف الثورة وإستمرارها، مؤكدا على استمرار المحاكمات لكل بقايا النظام الفاسد".
وأضاف: '' ان ما نحن فيه الان هو نجاح أول تجربة انتخابات ديمقراطية للشعب المصرى ، وتكذيب ما كان يردده النظام السابق بأن الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية''.
ثم أردف قائلا:" اننا فى حاجه ان نتحلى بالحكمة والصبر والارداة والتصميم على إعادة بناء الدولة وتسليح الامة بالآيات التعامل مع العصر الجديد، على النحو الذى يتيح لمصر إستعادة دورها الرائد فى محيطها العربى والعالمى".
وأشار ان مشاكل المواطن المصرى ستحوذ على اهتمام اعضاء المجلس بداية من ارساء حقوق الانسان وقيم المواطنة، ورفع معاناة المواطن محدود الدخل ، وتحقيق العدالة الاجتماعية .
ووجه رئيس مجلس الشعب الشكر للجيش المصرى العظيم الذى نفذ وعده باجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها ، وخالص الشكر للقضاءالذى تحمل الكثير من اجل الخروج بالعملية على اكمل وجه.
ثم انتخاب الوكيلين عن الفئات والعمال وأفرزت عن الآتى:
فاز ''اشرف ثابت'' نائب حزب النور السلفى، بمنصب وكيل مجلس الشعب عن الفئات، فى الانتخابات التى جرت فى جلسة مساء الاثنين برئاسة الدكتور ''محمد سعد الكتاتنى'' رئيس المجلس . وحصل ثابت على 429 صوتا، فى حين حصل اقرب منافسيه ايمن ابو العلا على 19 صوتا، وايهاب عادل رمزى على 17 صوتا .
كما فاز نائب حزب الوفد ''محمد عبد العليم داود'' بمنصب وكيل المجلس عن العمال بعد انسحاب منافسه ''عبد الناصر عبد الحليم'' وطبقا للائحة اجريت الانتخابات وحصل داوود على 459 صوتا فى حين حصل عبد الناصر السيد محمد على صوتين .
اختلفت الآراء عن هذه ما بين مؤيد ومعارض ولكن يبقى ان انتقد الكثيرون ما حدث فى الجلسة من مشادات وصفها بمشادات الأطفال فى المدارس ولكن دعونا ننظر لها من وجهة نظر أخرى ان النواب هم من الشعب فى المقام الأول ويعبرون عن رؤيته وآرائه، إن هذا البرلمان يمثل الشعب المصرى بكل مميزاته وعيوبه.
فلو نظرنا لمجتمعنا تجد منا المتشدد المتشبث برأيه واللين الهادئ والحائر بين هذا وذاك، تجدنا تحدث بيننا مشادات لأتفه الأسباب ولا نسمع بعضنا البعض ولا نتقبل رأى الآخر بصدر رحب بل أحيانا على مضض.
إن هذا البرلمان بكل مميزاته وعيوبه يمثل الشعب المصرى بل هو مرآة لنا نرى فيه أنفسنا بكل وضوح ولذلك عندما نختار البرلمان القادم بإذن الله سنكون على دراية بأخطائنا وعيوبنا التى نريد إصلاحها وسنراعى حسن الاختيار وذلك كله لن يتأتى إلا بالتعلم وإكتساب الخبرات.
إن النائب عصام سلطان تشبث برأيه من أجل أن يرسل برسالة لحزب الحرية والعدالة – الذراع السياسى للإخوان – أنه فات ومات عهد الأغلبية المطلقة والأقلية وأن هذا البرلمان هو إفراز للشعب المصرى بكل طوائفه ولا يلزمنا رأى الأغلبية ولذلك رد النائب سعد الكتاتنى على ذلك برسالة شديدة الوضوح أنه لا محل الآن لأغلبية أو أقلية ... بل الكل يعمل لصالح مصر
كما أن عدم إلتزام البعض باليمين الدستورية أو التفوه بكلمات ثورية رآها البعض وسيلة للظهور، ما هى إلا إفراز لهذا المجتمع.
نعم ..هى إفراز لهذا المجتمع، فيجب أن نتعلم الالتزام والانضباط قبل أن نمارس حرياتنا فى التعبير عن الرأى.
يجب أن نتعلم ما هو القانون حتى نحترمه ... بل ونسعى لتطبيقه حتى ولو كلفنا ذلك دمائنا.
فقط من أجل الحرية والديمقراطية الحقة بلا زيف أو خداع.
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء إن برلمان الثورة يمثل الشعب المصرى فيجب أن نعمل على تحسين صورتنا أمام أنفسنا حتى نختار منا القوى الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق