جديد المجلة:

>

السبت، 4 فبراير 2012

العلم هو الحل

بقلم: حسين دؤلجالعلم هو الحل

شاهدت أحداث الأربعاء الدامية والتى يدمى لها القلب ويعجز اللسان عن وصفها ولا تملك عينيك إلا ان تطلق العنان لدموعها...

هل هذا ما آلت إليه الأوضاع فى مصر الحبيبة ؟! هل هذا هو التغيير الذى طالما ناشدناه جميعا ؟!

هل أصبح الإنسان رخصيا إلى هذه الدرجة ؟!

ماذا كان يجول بخاطر من سولت له نفسه بالقتل عندما كانت يده تمتد لتنتزع روح طفل صغير أو شيخ كبير أو إمراة أو حتى رجل ؟!

أكان يعى أنه إرتكب فعلة شنعاء تقشعر لها الأبدان ولا تقرها أى ديانة سماوية ولا يقبلها عقل ؟!

رجعت إلى الوراء وبالتحديد يوم ثورة 25 يناير 2011 مرورا بــ 28 يناير وأحداثه الدامية ثم موقعة الجمل وإلى يومنا هذا .. ثم فكرت ما الذى أنجزناه من أهداف الثورة .. عيش .. حرية ... عدالة اجتماعية .....

لا شئ سوى القتل والنهب والسرقات المتتالية وأيضا لا ننسى التخوين والتكفير الذى أصبح سمة أى حوار حر كما يزعمون والحرية بريئة مما يقولون براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

خرجت بنتيجة وحل لكل هذه المشاكل والأزمات: العلم هو الحل.

نعم .. العلم هو الحل لكل هذه المشاكل .. العلم هو الحل للخروج من هذه الأزمة ...

يجب أن نتعلم الاخلاق والمبادئ ..

يجب أن نتعلم كيف نعبر عن رأينا بدون أن نقيد حرية الآخرين فى التعبير عن رأيهم .. بل ونتقبله أيضا بصدر رحب مهما كان يخالف أفكارنا..

يجب أن نتعلم كيف نحترم الموتى حتى ولو كنا لا نقتنع بأنهم شهداء فلا نهينهم أو نقلل من شأنهم فيوم من الأيام سنكون فى مكانهم ...

يجب أن نتعلم الرياضة الحقة المهذبة والروح الرياضية الطيبة ...

يجب أن نتعلم أنه لا تزر وازرة وزر أخرى فلا نعاقب شخصا يطالب بحقه لمجرد أنه طالب بحقه لأننى لم أعره أى انتباه

يجب أن نتعلم أن نؤدى للناس حقوقها لأنها أمانة فى أعناقنا .. لا ننتظر حتى يطالبون بها سواء أكان بمظاهرات أو احتجاجات أو اعتصامات ...

يجب أن نتعلم أنه إذا اخطئ الصغير عاقبناه وإذا أخطئ الكبير سترنا عليه وعالجنا خطأه بخطأ أكبر فذلك هو الظلم البين فإذا هاج الصغير وماج وإرتكب من الأفعال ما يشين فلا نلومه فنحن من ظلمناه فعالج ظلمنا له بظلم من نوع آخر

قد أرفض ما رأيته من حرق وتحطيم لمنشآت ومقابلة العنف بالعنف ولكننى لا أخون ولا ألوم على من يفعل ذلك فما جره إلى ذلك إلا الجهل الذى زرعه فيه نظام فاسد والظلم البين الذى يراه ...

وأرفض مقابلة العنف بالعنف وإزهاق الأرواح أو إشهار السلاح فى وجه أخيك غير مباليا بالدم الواحد الذى يجرى فى عروقكما.

يجب أن نتعلم أن العدل البطئ هو ظلم محقق لا محالة لأنه لن يؤتى بثمار وإنما بأشواك تقتل زارعها قبل حاصدها.

يجب أن نتعلم أن ترسيخ مبادئ الفرعون الإله فى العقول لن تثمر عن أى نتيجة سوى الرفض المطلق ولو بالعنف.

لا ألوم على من إشتبك من المتظاهرين مع قوات الأمن عند وزارة الداخلية وعلى الرغم من ذلك لا أتفق معه فى أن العنف هو وسيلة لنيل الحق فأجمل ما فى الثورة هو سلميتها ونقائها الذى أتى بثمار جلية وهى الإيمان بالحق والدفاع عنه حتى الموت، ولكن ألوم المسئولين عن البلاد الذين تركوا الحق يضيع أمام أعينهم أو سهلوا لضياعه على حساب شعب ضعيف، لأنه بتضييعهم للحق وتقاعسهم عن أداء واجبهم ورد المظالم وإنتظارهم لرئيس يأتى بعصا سحرية تصنع المعجزات ويحل بها كل الأزمات فى غمضة عين .. فأقول لهم: هيهات فالوقت ليس فى صالحنا ... الوقت يمر والأسوء مازال يحدث ولن يتغير هذا الوضع إلا بإحقاق الحق ومحاربة الباطل ... مناصرة الضعيف وا لضرب بيد من حديد على الظالم ... العمل على الإسراع فى إجراءات حاسمة تنهى المرحلة الانتقالية فى أسرع وقت دون المماطلة والمجادلة.

الحل هو العلم يا سادة ... فيجب أن نعلم جميعا أن من هو الذى يكيد بمصر وشعبها ؟!

يجب أن نعلم ما هو الوضع الراهن فى مصر وما هو الخطة المستقبلية للنهوض بمصر للقمة ؟!

يجب أن نعلم أن هذا الشعب بإيجابياته التى صنعها التاريخ والكد والعمل وسلبياته التى صنعها نظام فاجر فاسد .. نظام هش بمجرد أن ينكسر يأتيك بأقبح ما فيه.

يجب أن نعلم أن بدون هذ الشعب لن تنهض مصر وبالتالى لن تنهض الأمم ...

إذا رأينا بداخلنا سلبيات فيجب أن نعالجها  بأنفسنا لا أن نتنكر لها وننكرها وكأنها وهم وخيال وهى فى حقيقة الأمر واقع نعيشه كل يوم ويجب أن نساعد على تغييره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق