جديد المجلة:

>

الجمعة، 17 فبراير 2012

ما بين خاين وعميل يا قلبى لا تحزن

بقلم: حسين دؤلجما بين خاين وعميل يا قلبى لا تحزن
حرام عليكم خربتوا البلد ... اللى فى التحرير مش بيمثلوا حد ولا حتى أنا ... هما شوية البلطجية هم اللى هيمشوا البلد.
كلمات نسمعها كثيرا تتردد وأوقات كثيرة نرددها دون أن نعى معناها الحقيقى وما الغرض منها والأدهى من ذلك أننا نرددها دون أن نعى ما يحدث.
من الذين خربوا البلد ؟ هل هم الثوار أو المتظاهرين ؟ لالالا .. الثوار دول ناس زى الفل نزلوا يوم 25 يناير وبعدين اختفوا تانى.
إذن فالثوار هم ثوار 25 يناير فقط أما ابتداءا من 27 يناير وحتى 11 فبراير وما تلى ذلك فهم ليسوا ثوارا فى وجهة نظرك وإنما بلطجية ؟ لالالالا يا أخى أنا ما قصدتش كده انما اللى قاعدين فى التحرير دلوقتى دول مش هيمشوا البلد، دول شوية بلطجية على شمامين على لا مؤاخذة بنات مش محترمة وعايشين حياتهم كده، البلد خلاص بقا فيها مجلس شعب بيتكلم عننا.
إذن فمن رأيك أن نصمت ونشاهد ما يحدث ونشاهد مجلس الشعب فى التلفاز ولا نتحرك قيد أنملة .. أين شاهدت هذا الكلام من قبل ؟؟؟ نعم انه ما حدث منذ ثلاثون عاما !!
نعم .. هذا ما حدث منذ ثلاثون عاما .. كنا نصمت ونشاهد فقط دون أن يكون لنا ردة فعل .. دون أن نتحرك أو نهب لنصرة مظلوم ونحن نعلم انه مظلوم
شاهدنا المظلوم يُقهر ويُذل ولم نتحرك .. بل كنا نصم آذاننا كى لا نسمع ونضع أيدينا على أعيننا كى لا نرى.
كنا نسير بجوار الحائط كما يقولون .. بل كنا نسير بداخل الحائط نفسه حتى لا نتعرض لما يتعرض له الآخرون.
وعندما قامت ثورة 25 يناير ونودى بالتغيير خون من خون وسب من سب وفى النهاية صفق الكل للثورة وللثوار وتلى ذلك أحداث عديدة نجم عنها فرقة وعزلة وتخوين وتكفير دون فكر أو وعى. أنا لا أدعى أن كل الناس أطهار ولكنى لا أخون أحدا ولا أكفره دون دليل دامغ .. قاطع .. واضح وضوح الشمس فى كبد السماء.
قريبا كانت هناك دعوات للاعتصام المدنى وتشدد فريق لهذا الاعتصام  وفوق ذلك كله خون من لم ينضم له فى اعتصامه وعلى إثر ذلك تشدد فريق آخر ضد الاعتصام ووصفه بالخراب الدامى للبلاد متناسيا أن ما نحن فيه هو نتاج ثلاثون عاما من الإدارة الفاسدة للبلد وخون هذا الفريق كل من كان فى هذا الاعتصام ونكلوا بمن ينضم لهذا الفريق
وبين أولئك وهؤلاء آخرون قد يكونون مع الاعتصام وقد يكونون ضده ولكنهم لا يُخونون ولا يُكفرون وإنما يتضررون !!
نعم أولئك هم المتضررين لأنهم ظنوا ان هناك حرية للرأى والتعبير وتمسكوا برأيهم الذى يظنون قوته فيجدوا هجوما عاصفا عليهم يصفهم بالعمالة أو الخيانة !!
لماذا لا نفكر مع أنفسنا لما لا نتقبل الرأى الآخر حتى ولو كان يخالفنا ؟؟
لماذا نلجأ لوصف التخوين والعمالة عندما نعجز عن إثبات صحة رأينا ؟؟
أقول ذلك ولسانى حالى يقول: ما بين خاين وعميل يا قلبى لا تحزن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق